قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك
(البخاري ومسلم)
:قال العلامة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
فقامت هذه الفرقة الناجية المنصورة برفع راية الكتاب والسنة دعوة وجهادا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، ومن ذلك ذبهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتفريق بين الهدى والضلال والحق والباطل، وبيان أهل الحق وموالاتهم، وبيان أهل الباطل من الفرق الضالة فرقة فرقة، وبيان فساد عقائدهم ومناهجهم والتحذير منهم بالحجج والبراهين في مؤلفات كثيرة شهيرة، يعرفها العلماء وطلاب العلم. واستمر الصراع بين أهل السنة وبين أهل البدع والضلال إلى يومنا هذا. يؤلف أهل السنة المؤلفات في بيان أهل البدع والضلال وبدعهم وضلالاتهم قياما بواجب النصح للمسلمين، وحماية وذبا عن الدين مما أوهن أهل الضلال، وكسر شوكتهم، وبصر الناس بضلالهم وضلال عقائدهم ومناهجهم. فلم يعجب هذا الجهاد فئة ممن يتاجر بالدين، ويشتري بآيات الله ودينه ثمنا قليلا، فتصدوا لحرب أهل السنة بأساليب ماكرة، يخجل منها أهل البدع والضلال من الكذب والتلاعب بالكلام والتأصيلات الباطلة المناهضة لأصول أهل السنة ومناهجهم؛ دفاعا عن أهل الضلال وادعاءات لهم بأنهم من أهل السنة، وحربا لأهل السنة والحق، بل وطعنا فيهم وتشويها لهم. فأتوا بما لم يستطعه أهل البدع، مما أفرح أهل البدع، وجعلهم يقدمون لهم الأموال الطائلة ليستمروا في حرب أهل السنة، فاستمروا في هذه الحرب الظالمة إلى أن وصل بهم الحال إلى الدفاع عن دعاة وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان..الخ.، وإلى تلميع المذاهب ونفي الغلو والتطرف عنها، بما فيها مذاهب الروافض والخوارج والصوفية. في الوقت الذي يرمون فيه أهل السنة بالغلو والشذوذ والتشدد إلى طعون أخرى
(بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال ص. 7-8)