: “التنبيه على قائمة منتشرة بعنوان: “تاريخ وفيات عظماء الإسلام الذين يكثر السؤال عنهم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فبين الفينة والأخرى تخرج لنا قوائم مشبوهة مرة تحت اسم “مشايخ ينصح بهم” فيدخلون فيهم بعض صغار السن من الطلبة، ويدخلون بعض من لا ينصح به، بل بعض القوائم هي خاصة بأهل البدع والانحراف وقد يدخلون فيها بعض أسماء العلماء لللاصطياد والتلبيس على الناس.
ومرة باسم: “أسماء حذر منهم العلماء” فيدرج فيها بعضهم جملة من علماء السنة المعروفين بالسنة.
ومرة تخرج قائمة بذكر وفيات عظماء الإسلام فيدخول بعض رؤوس أهل البدع والضلال.
وقد كنت نبهت على القوائم التي تنشر بأسماء من يحذر منهم أو يوصى بهم وبينت أنها لا تقبل إلا إذا كانت من عالم معتمد.
وفي هذه المقال أنبه على قائمة منشورة بعنوان : “تاريخ وفيات عظماء الإسلام الذين يكثر السؤال عنهم”.
فقد نشرت قائمة بهذه الأسماء:
أبو بكر الصديق 13 هجري
عمر بن الخطاب 23 هجري
عثمان بن عفان 35 هجري
علي بن أبي طالب 40 هجري
عائشة بنت أبي بكر 57 هجري
ابن عباس 68 هجري
ابن عمر 73 هجري
سعيد بن المسيب 94 هجري
عمر بن عبد العزيز 101 هجري
الحسن البصري 110 هجري
أبو حنيفه 150هجري
مالك بن أنس 179 هجري
الشافعي 204 هجري
ابن راهويه 238 هجري
أحمد بن حنبل 241 هجري
أحمد بن سعيد الدارمي 253 هجري
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي 255 هجري
البخاري 256 هجري
مسلم 261 هجري
ابن ماجه 273 هجري
أبو داود 275 هجري
الترمذي 279 هجري
عثمان بن سعيد الدارمي 280هجري
النسائي 303 هجري
ابن جرير الطبري 310 هجري
ابن خزيمة 311 هجري
ابن حبان 354 هجري
الدارقطني 385 هجري
الحاكم 405 هجري
ابن حزم 456 هجري
البيهقي 458 هجري
ابن عبد البر 463 هجري
الخطيب البغدادي 463 هجري
ابن العربي 543 هجري
ابن رشد الحفيد 595 هجري
ابن الجوزي 597 هجري
القرطبي صاحب تفسير الجامع لأحكام القرآن 671 هجري
النووي 676 هجري
ابن تيمية 728 هجري
الذهبي 748 هجري
ابن القيم 751 هجري
ابن كثير 774 هجري
ابن رجب 795 هجري
ابن حجر العسقلاني 852 هجري
السيوطي 911 هجري
الأمير الصنعاني 1182 هجري
محمد بن عبد الوهاب 1206 هجري
الشوكاني 1250 هجري
الألوسي 1342 هجري
ابن سعدي 1376 هجري
الشنقيطي 1393 هجري
ابن باز 1419 هجري
الألباني 1420 هجري
ابن عثيمين 1421 هجري
مقبل بن هادي الوادعي 1422 هجري”
وعلى هذه القائمة ملاحظات:
الملاحظة الأولى: أغفلت القائمة جملة من علماء الإسلام وعظمائهم وعلى رأسهم رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي توفي سنة 11 من الهجرة النبوية.
كما أغفلت وفيات من عرفت وفياتهم من الصحابة رضي الله عنهم لا سيما مشاهيرهم-وكل الصحابة عظماء- مثل: بقية العشرة المبشرين بالجنة، ومعاوية بن أبي سفيان وأبيه ، والحسن، والحسين، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبدالله بن مسعود، وحذيفة، والمغيرة بن شعبة، وأبي موسى ، وعبدالله بن عمرو، وعبدالله بن الزبير، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وجابر بن عبدالله، وبقية أمهات المؤمنين، وبناته صلى الله عليه وسلم، وغيرهم كثيرون جدا من المشاهير وممن يكثر السؤال عنهم رضي الله عنهم جميعاً
الملاحظة الثانية: ذكر في القائمة مشاهير ولهم علوم كثيرة إلا أنهم من أهل البدع والأهواء، أو اضطربوا في العقيدة وخالفوا منهج السلف في بعض العقائد ونبه العلماء على ذلك مثل:
ابن رشد الحفيد صاحب بداية المجتهد فيلسوف معروف واتهم بالزندقة، وذمه شيخ الإسلام وغيره، وإن كان كتابه بداية المجتهد كتابا معتمدا لثناء العلماء عليه، ولخلوه تقريبا من فلسفته.
ابن حزم قال فيه ابن عبدالهادي: جهمي جلد، وهو يوافق المعتزلة في كثير من عقائدهم مع ظاهريته المخجلة في كثير من المسائل، وسلاطة لسانه مع العلماء.
ابن العربي المالكي وليس هو محيي الدين ابن عربي الطائي الصوفي الباطني الزنديق، وإنما هو أبو بكر ابن العربي المالكي صاحب عارضة الأحوذي وكتاب العواصم من القواصم وغيرها، وهو أشعري متعصب ضد السلفيين.
والسيوطي صوفي مخرف وأشعري متعصب، مع ما عنده من الكتب المفيدة التي ينصح بها العلماء فلا مانع من الاستفادة منها مع الحذر من التقريرات الباطلة عنده لا سيما في معتقده في الأقطاب والأوتاد وتطور الولي! وكذلك تأويلاته للصفات وكلامه الفاسد في جملة من قضايا العقيدة.
وكذلك ابن الجوزي عنده كتب يحارب فيها عقيدة السلف وينصر المعتزلة مثل كتاب “دفع شبه التشبيه”.
وكذلك ابن حبان والبيهقي والنووي والقرطبي مع كونهم من علماء الحديث ولكن عندهم تقرير كثير لمذهب الأشاعرة. وكتب في عقائهم رسائل علمية.
والحافظ ابن حجر أخفهم من ناحية تقرير العقائد المخالفة لمنهج السلف وقد نبه على ذلك الشيخ ابن باز وغيره ممن علقوا على فتح الباري، وكُتبت في عقيدته رسالة علمية.
وقريب منه الشوكاني والصنعاني مع معرفة مكانتهما لكونهما كانا من الشيعة الزيدية ثم خالفوا أهل مذهبهم والتحقوا بأهل الحديث لكن بقيت عندهم شوائب كما بقيت عند أبي الحسن الأشعري .
فمثل هذه القوائم لا تنشر بل يكتفى بذكر وفيات بعض علماء المسلمين الذين عرفوا بسلامة عقيدتهم، وصحة مذهبهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
19/ 3/ 1437 هـ