أهمية تربية الأولاد بتربية الإسلام وعدم تربية الأولاد بتربية الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

:قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

:من المعلوم أن الصبي الذي لم يبلغ ليس عليه واجبات، لا صلاة ولا غيرها حتى يبلغ، قال صلى الله عليه و سلم ))

.رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل

ولكن الصبي يؤمر بها، فيأمره وليّه بالصلاة إذا بلغ سبع سنين يكون عنده تمييز ومعرفة فيما يقال له وما يؤمر به، فيؤمر بالصلاة لا على أنها واجبة عليه، وإنما يؤمر بها تمريناً له أي: تعويداً له بالصلاة حتى يتمرّن عليها ويعرف أهميتها، فينشأ على ذلك، فإذا بلغ فإذا هو قد تمرن على الصلاة و تعلم طهارتها وتعلم كيف يؤدّيها فهذا فيه تربية له على الصلاة وهذا يدل على أهمية الصلاة وأنها أول ما يؤمر به الأطفال، فهي في حقّه نافلة، وأما أمره بها من قبل الولي فهذا أمر واجب على الولي فيجب على وليّه أن يأمره بها لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر الوليّ بذلك فقال

.مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع

وهذا فيه الاهتمام بالتربية، وخاصة الاهتمام بتربية الأولاد على الصلاة وعلى الأخلاق الطيبة، أما إهمال الأولاد وتركهم كما يفعل بعض الناس اليوم أو كثير من الناس فلا يهتمون بشأن أولادهم من الناحية الدينية والأخلاقية، ولا يهمهم إلا أن يوفروا لهم الطعام والشراب والكِسوة، وأما من الناحية الدينية فلا يهتمون بتربيتهم، وكما يجب عليهم أن يأمروهم بالصلاة فإنه يجب عليهم أن يجنِّبوهم ما يُؤثِّر على دينهم وعلى أخلاقهم مما ينشر من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من الأغاني والمزامير والتمثيليان وغير ذلك، فيجب على أولياء الأطفال أن يجنِّبوهم هذه الأمور لأنها تنطبع في أذهانهم فيألفوها، وهذا ما يريده أعداء الإسلام والمسلمين مما ينشر في هذه الوسائل المدمِّرة، ومسؤولية الأولاد على والديهم مسؤولية عظيمة من حين بلوغهم سن التمييز ومسؤوليتهم على آبائهم فإن ربّوهم على الخير نشئوا عليه، وصاروا أولاداً صالحين وإن أهملوهم أو جلبوا لهم وسائل الشر صاروا أولاداً سيئين ويكون إثمهم على والديهم، وأيضاً والدوهم يُحرمون من نفعهم الديني ودعائهم لهم، فالولد الصالح ينفع والديه أحياءً وأمواتاً وفي الحديث: أو ولد صالح يدْعو له

:والصلاح لا بد له من تربية، ولا بد من فعل الأسباب، وأسبابه ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هنا في قوله

.مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع

إذا بلغ سن العاشرة فإنه يكون قد قارب البلوغ أو بلغ، فإذا ترك الصلاة فلا يكفي أمره بها، إنما يُضرب ليذوق وبال فعله حتى ينزجر عن ترك الصلاة، فالضرب وسيلة من وسائل التربية عند الحاجة إليه، وأما التربية الغربية الكافرة ومن يروِّجون لها ويقولون هذا من العنف الأسري حتى المدرس في المدرسة لا يضرب طلابه إذا أساءوا فيعتبرون هذا من العنف، فنشأ من ذلك نشْأٌ ضارٌ للمجتمع في أخلاقه وفي دينه فلا بد من تربية الأولاد بالأمر أولاً، ثم بالضرب ثانياً، وأمر ثالث أيضاً من ناحية أخلاقهم في قوله صلى الله وسلم:”وفرّقوا بينهم في المضاجع.” فإذا بلغوا العاشرة فلا تتركوهم ينامون في فراش واحد وتحت لحاف واحد لأنهم تدُبُّ فيهم الشهوة وهذا ما أرشد إليه الإسلام نحو الأولاد وهذا الأمر موجّهٌ للآباء والأمهات، والأم عليها دور في تربية الأولاد لاسيما البنات، فتربّي بناتها على الصلاة وتربيهن على الستر والحياء، ولا تتساهل مع بناتها في اللباس، فلا تلبسهن لباس الغرب، بل تلبسهن لباس المسلمات المحتشم. ولا تقل هؤلاء صغيرات، بل تربيهن على الثياب الساترة، فالأولاد لا شك أنهم حمل على الوالدين. حمّلهم الله مسؤوليتهم، فيجب عليهم الصبر والاحتساب ويجب عليهم أداء الواجب نحو أولادهم، أما أن يكون الأب مشغولاً بدنياه يلهث وراء المال ولا يدري عن أولاده صلحوا أو فسدوا، والأم كذلك تكون وراء الوظيفة وتُوكّل على أولادها مربية أجنبية تقوم مقامها لا يعنيها أمر الأولاد، فهي أجيرة وربما تكون هي فاسدة أو أن الأولاد يرمون في دور الحضانة والوالد مشغول بأمواله والأم مشغولة بوظائفها فيجب الانتباه لهذا الأمر


:وعلق الشيخ على الحديث: “مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين…” فقال حفظه الله

هذا حديث عظيم في التربية، ونحن لا نستورد التربية من تربية الغرب، ومن كتب الغربيين بل نأخذها من كلام ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومن سيرة سلفنا الصالح هذه تربيتنا نحن المسلمين، أما أن يذهب أولادنا يدرسون التربية في مدارس الغرب وجامعات الغرب فهذا عكس المهمّة التي تُطلب من المسلمين. وفيه أن التربية بالتدريج، شيئاً فشيئاً، فيكون أولاً الأمر من غير ضرب، ثم ثانياً الضرب بعد الأمر، ثم مع التفريق بينهم في المضاجع

الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار: ص.392-394