بسم الله الرحمن الرحيم
:قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله
ومن عُرف منه أنه أراد بردّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان. ومن عُرف أنه أراد بردّه عليهم التنقيص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة
:قال الإمام العلامة الشيخ ربيع حفظه الله تعالى معلقا على كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله
وهذه الأخير هو الذي يفعله الآن خصوم أهل السنة والجماعة خاصة أهل التحزبات المضادة فعلا لمنهج السلف والمنتصرة لأهل البدع والأهواء
أما العلماء وأهل الهدى فإنهم -والله- يفرحون بإظهار الحق إذا انتقد أحدهم قي خطأ أخطأه وبيّن للناس أن هذا الإمام أخطأ يفرح ولهذا رأينا تلاميذ هولاء الأئمة لا يترددون في بيان خطأ أئمتهم ولا يتحرجون من مخالفتهم في أقوالهم التي حصل فيها الخطأ وهم يعتقدون تمام الاعتقاد أن أئمتهم يحبون هذا ولا يرضون أبداً أن يتعبد الناس بأخطائهم ولا يرضون أبدا أن تنسب أخطاؤهم إلى الله -تبارك و تعالى- لا يرضون بها أبداً لأننا عرفنا صدقهم وإخلاصهم ونصحهم لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلين وعامتهم -رضوان الله عليهم
أما أهل الأهواء فسواء كانوا في حياتهم أو بعد مماتهم هم لا يرضون أن يقال فلان أخطأ مهما ضل وأمعن قي الضلال لا يتحمل النقد: لهذا تراهم يعاندون رغم أن أهل السنة و أهل الحق دائما يبينون لهم أنهم قد أخطئوا وضلوا في قضية كذا و قضية كذا ويقيمون لهم الأدلة فيصرون على باطلهم ويجمعون الناس ويحشدونهم حول هذه الأفكار الضالة المنحرفة ولا يخافون من العواقب الوخيمة التي تترتب على أعمالهم ولا يخافون من حساب الله الشديد لهم حيث يدعون الناس إلى الضلال وينحرفون بهم عن سبيل الهدى لأن قلوبهم انتكست -و العياذ بالله- وغلبت عليهم الأهواء فهم كما وصفهم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه
لهذا يسميهم السلف أهل الأهواء ويسمون أهل الحق أهل السنة والجماعة ويسمونهم أهل العلم ويسمونهم أهل الحديث ويلقبونهم بالألقاب الشريفة بينما هؤلاء يسمونهم أهل الضلال, أهل البدع, أهل الأهواء من الجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة والخوارج والروافض وغيرهم, يسمونهم أهل الأهواء, يجمعهم الهوى كلهم لأن الذي يقع في خطأ بجهله و هو عنده هوى لا يتراجع, لكن أهل الحق وأهل العلم الذين يبلغون رسلات الله سبحانه وتعالى وما يدفعهم إلى بيان العلم ونشره في الناس إلا رجاء ما عند الله -تبارك وتعالى- من الجزاء العظيم لورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- في نشرهم للعلم بخلافتهم للأنبياء في بيان الحق والدعوة إليه
وهم يخافون أشد الخوف من الوقوع في الخطأ, فإذا انبرى لهم من يبين أخطاءهم فرحوا بهذا وشجعوه. القرآن كان يأتي بما يوافق عمر رضي الله عنه فهل يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! هل يندم؟! هل يتألم؟! هل يقول: عمر هذا الله أيده وتركني؟! أستغفر الله العظيم! كذلك أبو بكر كذلك سائر الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا من أخطأ منهم وبيِّن له خطؤه يفرح بهذا وكذلك أئمة الهدى -كما قلنا غير مرة
النقد منهج شرعي: ط. دار المنهاج: ص. 28-30