قال الإمام ربيع المدخلي – حفظه الله
ثالثاً: كنت كعادتي في الصبر على من يدّعي السلفية كعبد الرحمن عبد الخالق الذي صبرت عليه اثنتي عشرة سنة، وصبرت على أهل إحياء التراث حوالي عشرين سنة، وعدنان عرعور صبرت عليه سنوات، والمغراوي صبرت عليه سنوات، وكأبي الحسن صبرت عليه حوالي سبع سنوات، وعلي حسن الحلبي ومن معه صبرت عليهم حوالي عشر سنوات، هذا دأبي في الصبر وعدم التسرع بالتبديع لمن يدّعي السلفية. رابعاً: وكذلك القطبيون صبرت عليهم سنوات حيث كانوا ولا يزالون يتظاهرون بأنهم سلفيون، وكان العلماء يأخذون بهذا الظاهر فلا يبدعونهم، وكنت سائراً على خطى العلماء، فلما ظهرت أقوالهم وظهر منهجهم المنحرف تصديت لنقدهم وبيان ما عندهم من المخالفات، وخلال هذا التصدي جاءني محمود الحداد وعبد اللطيف باشميل، وطلبا مني أن أبدع رؤوسهم كسفر وسلمان العودة وغيرهما، فأبيت من تحقيق مطلبهم، وقلت لهم: هذا للعلماء، زيدوني من الملاحظات عليهم وأنا أنقدها وأرسلها للعلماء ليكون الحكم منهم، أما والعلماء لا يزالون يحسنون الظن بهم، فلن أسبقهم إلى الحكم عليهم؛ لأن ذلك سيضر بالدعوة السلفية، وأنا لن أسعى فيما يضر بالدعوة السلفية وأهلها، واستمر عبد اللطيف باشميل في الجدال معي حوالي ساعتين ونصف وأنا أرفض طلبه حماية للدعوة السلفية من الأضرار. فكنتُ أحكي هذا الموقف إذا سئلت عن هؤلاء القطبيين أو طُلب مني تبديعهم حتى اشتدت فتنتهم وظهرت أحوالهم وعرف العلماء واقعهم، فوصفهم الإمام ابن باز بأنهم دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر، ثم أجمع هيئة كبار العلماء على أنه يجب على هؤلاء سفر وسلمان ومن معهما في الفتن أن يتوبوا إلى الله، وإلا فيجب أن يمنعوا من الدروس والمحاضرات تحصيناً للناس من ضررهم، فأبوا إلا العناد، حتى تم سجنهم بناء على هذا القرار من هيئة كبار العلماء، وأدانهم العلامة الألباني بأنهم خوارج عصرية وأنهم يدندنون حول التكفير بالذنوب، فبعد هذه المواقف والإدانات صرّحت أنا وغيري من السلفيين بتبديعهم، فأين هو التناقض؟ الجواب: لا شيء إلا عند هذا الجاهل الملبس، فأنا لم أتوقف في تبديع الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ منذ عرفت حالهم وحقيقة تنظيمهم، وقد أخرجهم الإمامان ابن باز والألباني عن جماعة أهل السنة، وألحقوهم هم والتبليغ بالفرق الهالكة الاثنتين والسبعين فرقة، وقالوا أخيراً في القطبية ما حكيته عنهم سلفاً
أبو الحسن يدافع بالباطل والعدوان عن الإخوان ودعاة حرية ووحدة الأديان، ص 89 -90